أرماديلو
النموذج T : سيارة كهربائية كورية قابلة للطي
اختارت
كوريا الجنوبية بدعم من الحكومة الكورية
قطاع صناعة السيارات الكهربائية ليكون المحور الرئيسي من التنمية الاقتصادية، حيث التدابير و الإجراءات المختلفة المتخذة
تهدف إلى جعل كوريا الجنوبية رائدة عالميا في مجال تطوير البطاريات والمركبات
النظيفة.
من بين
التدابير يمكن ذكر ما يلي:
·
زيادة القدرة
التنافسية للشركات على المستوى العالمي بتنفيذ اتفاق للتجارة الحرة مع الولايات
المتحدة، التي تنص على التخلص التدريجي من الرسوم الجمركية على السيارات
الكهربائية، وتسهيل الوصول إلى الأسواق الأجنبية.
·
وضع خريطة الطريق
للسيارة الخضراء بخطة لتطوير السيارات النظيفة مع بناء و تطوير البنية التحتية في
الأراضي الكورية لهذه السيارة ، مع أهداف طموحة: حوالي 1.2 مليون سيارة منخفضة الانبعاثات
تسير في الطرقات في عام 2015 و1.35 مليون مكان لشحن السيارة بحلول عام 2020.
·
وضع مجموعة من
الحوافز بحيث يجب أن تتألف حظيرة السيارات التابعة للحكومة الكورية من 30٪ على الأقل من السيارات
القابلة لإعادة الشحن، و ينبغي أن تكون نسبة المبيعات المركبات النظيفة من طرف
مصنعي السيارات 7.5 ٪ وسيتم تقديم
المساعدة للمشترين للسيارات الكهربائية ,فإن هذه المساعدة قد تمثل ما يصل إلى 50٪ من فرق السعر بين السيارة
الكهربائية و ما يعادلها من سيارة البنزين أو الديزل.
·
بذل جهود
هامة في مجال صناعة البطاريات , فمع التقدم الذي اتخذته و حققته الشركات اليابانية، فان جهود التنمية و التطوير
المتخذة من طرف كوريا تركز على إنتاج سيارات تعمل بالكهرباء فقط مما
يستدعي التركيز أكثر على المحور الرئيسي و هو صناعة
البطاريات. في هذا المجال الأخير فان الشركات الكورية الهامة تركز بوضوح على العالمية. فشركة أل جي LG للكيماويات ستسوق بطاريات الليثيوم-ايون
لعشرة من مصنعي السيارات منها جنرال موتورز,
فورد , فولفو ... ففي عام 2012، تم توفير بطاريات للسيارة الهجينة
المصنعة من طرف الشركة اليابانية ميتسوبيشي . وهناك مشروع مشترك بين سامسونج و بوش
لبناء مصنع للبطاريات بالطاقة الإنتاجية
في عام 2015 ستسمح له بتجهيز ما يقارب 180 الف مركبة كهربائية سنويا.
و تنفيذا لهذه التدابير يعمل المعهد المتقدم للعلوم و التكنولوجيا الكورية (KAIST) بتطوير حلول مبتكرة جديدة
فقد سبق له أن وضع تصميم لحافلة لنقل الركاب تسير 100٪ بالطاقة الكهربائية، والفكرة
الجديدة في هذه الحافلة هي أنه يتم شحن البطاريات بواسطة تقنية الحث
الكهربائي فعند توقف في المحطة يوجد أسلاك
تحت أرضية المحطة تقوم بشحن البطاريات بدون أسلاك أو اتصال مباشر مع الحافلة و
كمية الطاقة المشحونة في البطاريات تسمح للحافلة بسير إلى غاية المحطة التالية حيث
تقوم بشحن مجددا بنفس الآلية مما مكن من التقليل من حجم البطاريات المستخدمة و
بالتالي تخفيض وزن و ثمن الحافلة .ويتم حاليا تجريب حافلتين من هذا النوع في
العاصمة الكورية سيول على امتداد طريق طوله 24 كيلومتر.
بعد الحافلة الكهربائية التي تشحن بطارياتها عن طريق
الحث الكهربائي قام فريق من المهندسين التابعين للمعهد المتقدم
للعلوم والتكنولوجيا الكورية بالتوجه نحو وسائل النقل الفردية
ولتحسين التنقل في المناطق الحضرية في
المستقبل ، يعمل المهندسون على حلول
جديدة للتنقل منخفضة الانبعاثات وصغيرة الحجم وبعرضهم سيارة كهربائية كورية صغيرة قابلة
للطي تسمى "أرماديلو" النموذج T
(Armadillo-T) هذه السيارة المخصصة للسير في المدينة هي 100٪ كهربائية وقابلة للطي في موقف السيارات، وفي حالة الوقوف يمكن
اعتبرها مغلقة باعتبارها تشبه حيوان "المدرع" الذي يعيش في أمريكا
الجنوبية الذي ألهم كثيرا المصممين لهذا النموذج، و حتى
اسم السيارة مستمد من التسمية الإسبانية للحيوان، وهي
السيارة التي يمكن أن تقلل من حجمها بنسبة 40٪ من منطقة وقوف السيارات و طرحت بعد
ما يقرب من عام على عرض سيارة "هريكو"(Hiriko) في معرض
باريس للسيارات بباريس، المصممة من قبل فريق من معهد ماساتشوستس
للتكنولوجيا. و التي لم تعد الوحيدة في عالم السيارات الكهربائية الصغيرة بعد
اليوم.
في مواجهة الخطر يقوم حيوان المدرع بلف جسمه والانغلاق على نفسه في
شكل كرة لحماية نفسه من الخطر فالجلد الخارجي للحيوان مغطى بطبقة صلبة نوع ما، مما يجعله شبيه بالسيارة المدرعة فلا يتأثر بهجمات الأعداء . وتطبيقا
لمبدأ حيوان المدرع، فعندما تكون السيارة أرماديلو النموذجT متوقفة و باستخدام جهاز تحكم عن بعد بسيط تقوم
السيارة بالانطواء و الانغلاق حول نفسها
حيث يرتفع الجزء الخلفي من السيارة و يغطي مقدمتها و تصبح تشبه العلبة المغلقة و
في الأخير ينتقل طول السيارة من 2.8 متر إلى 1.65 متر علما أن مقاس مكان التوقف
يبلغ 5 متر في كوريا و بعض الدول العالم ما يمكن من ركن ثلاث سيارات بدل واحدة في
نفس الموقف، و هذا يمثل الحل الأصلي للحد من مشاكل وقوف السيارات في المدن
الكبيرة.
المناطق الداخلية من أرماديلو-T مظلمة نوعا ما. و تجدر الإشارة إلى أن عدم وجود المرايا الجانبية يتم
استعاضة عنها بشاشات الفيديو إلى
اليسار و اليمين من لوحة القيادة حيث تقوم هذه شاشات بإعادة عرض الصور التي اتخذت
من قبل نظام الكاميرا.
تزن السيارة 450 كجم, قادرة
على استيعاب اثنين من الركاب، ولديها أربع عجلات، ولكل من هذه العجلات محرك كهربائي
خاص، على عكس السيارات الكهربائية التي تسوق حاليا عبر العالم ذات محرك
كهربائي واحد في مقدمة السيارة و هذه المحركات الأربعة تعمل
بواسطة بطاريات ليثيوم أيون من سعة 13.6 كيلوواط
ساعة موضوعة في الجزء الأمامي من السيارة، مما يزيد من حجم و المساحة المتاحة في قمرة القيادة وخفض تكلفة الطاقة اللازمة لطي السيارة بسبب وجود وزن أقل
لرفعه في مؤخرتها. ويمكن
لكل من يقود السيارة و بعد 10 دقائق من الشحن للبطاريات التحرك بسرعة قصوى تصل إلى 60
كم / ساعة على مسافة 100 كم، مما
يجعل هذه السيارة سيارة خاصة بالمدن بحق.
للسيارة ميزات أخرى فبالإضافة للكاميرات التي عوضت المرايا الجانبية فإنها
تملك عجلات صغيرة للدعم في وسطها تستخدم عند طي السيارة أين يمكن تدويرها في
مكانها ب 360 درجة و بنقلها لمسافة بسيطة حتى تأخذ مكانها المناسب عند الحاجة في موقف
السيارات، و طور فريق المهندسين تطبيق خاص
بالهواتف النقالة الذكية للقيام بهذه المهام من خارج السيارة.
كما الحال للسيارة "هريكو"، تم تطوير أرماديلوT- السيارة الكهربائية القابلة للطي، من أجل اقتراح حل جديد لتحسين المناخ و الطاقة
والخدمات اللوجستية، والتنقل في المناطق الحضرية في المستقبل،
والتي ركز مصمموها على الجانب الإيكولوجي والحجم على حساب سهولة الاستخدام ،
الرفاهية و الفخامة ، لكن يبدو أننا لن نرى هذه السيارة عن قريب في طرقات المدن
فهي أولا نموذج أولي تجريبي وثانيا الفريق المطور لها لم يعلن عن تاريخ محدد
لتصنيعها وبداية تسويقها.
ولمن لا يستطيع انتظار هذه السيارة ، يمكنه اقتناء سيارة " تسلا"
نموذج S (Tesla S) سيارة 100٪ كهربائية مقابل 70 ألف دولار
والتي يمكنها السير لمسافة 425 كيلومتر بعد إتمام شحنها بالكامل أو الانتظار سيارة
التي تعتزم جنرال موتورز تطويرها و
تسويقها عن قريب لمنافسة سيارة تسلا و بسعر في حدود 30 ألف دولار، فالمنافسة بدأت تحتدم .
لمزيد من المعلومات أنقر على الرابط التالي ؛علي اليوتوب
